تعلم كيفية إعادة برمجة ذهنك
أمراة عانس عمرها 53 سنة، لم تظفر بزواج عاشت فترة شبابها معلمة ومرشدة دينية للتفيات في قريتها تعاني من اضطراب في النوم منذ 20 سنة، دوماً متوترة، قلقة جدية في علاقاتها مع معارفها، متشائمة، أخذت النسك والتدين طريقاً ومنهجاً لالتماس حياة أفضل في العالم الآخر، عندما راجعتني متأملة التخلص من الأرق الذي شخص الأطباء في أميركا أنه مجهول السبب، أشرت إليها بتبديل جذري لمفاهيمها في الحياة، لم تكن قانعة بهذه التوصية وهذا التوجه، بعدما أصبحت متقدمة في العمر، ومفاهيمها غير قابلة للتبديل، ذلك كان موقفها من تبديل جهاز المعتقد والبنية المعرفية.
هناك الكثيرون، يعتقدون أن مفاهيمهم وافكارهم هي جزء من تكوينهم، والقليل منها يمكن تبديله وتعديله وبخاصه مع تقدم العمر هكذا فطروا وخلقو. فإن أريتهم صوراً محزنة، أو ولجوا في أفكار محبطة تراهم مكتئبين مكدرين إذا ماتعودت على التفكير السلبي بتجريم ذاتك بأخطاء ارتكبتها، أو ادنت نفسك بالقصور وعدم الكفاية، فإنك في نهاية المطاف تشعر بالضعف والخسران وتقمت ذاتك وإذا جالت في ذهنك فكرة عجز عن أداء عمل، وكررت هذا التفكير، وأخذت ترسخة بالكلام السلبي مع ذاتك فإنك لا تستطيع القيام بهذا العمل، وستشعر بالعجز عن تنفيذة.
إن هذا يعني أن الفرد يحصد مايزرعه من أفكار في ذاته فالطريقة التي تفكر فيها، تحسن وتشعر بها، إن كانت سلبية، فستشعر بالعاطفة السلبية المنافية، والعكس بالعكس. والتفكير السلبي أو الإيجابي يصبحان آلياً في الذهن يعملان وفق قانون المنبه والإستجابة. وقد ذكرنا سابقاً أن هناك تراكيب دماغية تسيطر على هذه العمليات الذهنية، وبصرف النظر عن العمر، سواء أكنت شابا أم متقدماً في السن تستطيع تبديل تفكيرك وصورك الذهنية، وضبطها والسيطرة عليها هناك من يقول: هكذا ذهني لا يفكر إلا بكذا وكذا، هذا غير صحيح أنت المؤول عن تفكيرك وجهاز معتقدك !
الذهن يفعل حسبما تبرمجه أنت، لأنه يفعل ويعمل ويفكر ويتخيل فإن تعرضت خلال طفولتك إلى ماينقص من ذاتك ضعف اعتبار الذات في العملية التربوية من قبل والديك فإن جميع مشاعر التحقير للذات سيختزنها الدماغ، ويظهرها في ساحة وعيك في كل مناسبة، وإذا كانت لك خبرة سيئة في تعلم الرياضيات والحساب، فإن ذهنك يدفعك لأن تكره كل شيء يرتبط بالحساب والرياضيات، وتبتعد عنه وهذا بالضبط نجده عند الأولاد الناجحين في بعض المواد الدراسية، ولكن يكرهون مواداً أخرى وينالون درجات سيئة في فحوصهم,
من هذا يتضح لنا تأثيرات التفكير السلبي المستمر في خلق مواقف سلبية حيال موضوع ما، وبالتالي فإن ذهنك الذي انت برمجتمه على هذا النمط من التفكير لجم جميع قدراتك الإيجابية على المستوى العصبي - البيولوجي، ولكن سنشرح كيف تبرمج ذهنك برمجية إيجابية .
كيفية برمجة ذهنك برمجة إيجابية :
- تستيطع أن تصبح مبرمجاً لذاتك وتتدبر نتاجاتك الذهنية. إن طرق تدريب الذهن المختلفة تسمى بأسماء مختلفة مثل الممارسة العقلية، التخيل أو التصور، التخيل الموجه، التنويم الذاتي، توليد الأفكار التكرار التخيلي. ونفضل تسميته التدريب العقلي أو الذهني، لأنك تحتاج إلى تدريب ذهنك لتحصل على ماتريده.
نذكر هنا إحدى التقنيات الأكثر قوة فمعظم الرياضيين المحترفين يمارسونها روتينياً ممارسة مستمرة :
- تخيل ذاتك تؤدي عملاً ما يهمك كثيراً. تخيله بحيوية مراراً وتكراراً.
إن الحظوظ تكون أفضل وكبيرة في أنك ستجد ذاتك وقد أديته على أحسن وجه. ناك أسلوب فعال في إعادة برمجة ذهنك هو :
- أتهم افكارك السلبية التي تراودك، وما يخطر بذهنك من افكار متشائمة وكأنها أفكار ومقولات تصدر عن أولاد قصر غير عاقلين سخيفين. وفي المرات التي تحقر ذاتك وتصغرها كأن تقول لذاتك أنا أحمق أو أنا ضعيف شخصية فوراً أو اعز لذاتك بحزم بأن تقول لها: تقوفي عن إنتاج هذه المقولات مثل الحماقة، أو الضعف واستبدلها بأخرى إيجابية وهناك نوصي بالعوده إلى الحالة الخامسة وقراءتها ثانية: ماذا يجب عليك أن تقوله لذاتك عندما تكلما والحل المبين ؟
ماذا تقول لذاتك عندما تكلمها :؟
فتاة في عمر متقدم تعودت أن تكون قاسية على نفسها تحتقرها وتذمها ولم يصدف أن انتقدت الناس انتقاداً لاذعاً ولا عاملتهم بقسوة كلاميه ومع ذلك تعتقد أنها محقه في معاملة نفسها بالصورة التي ذكرناها وعلى نفيض نظرتها إلى ذاتها فإن الناس يحبونها حبا جماً لاتعرف لمذاا يخيم الكرب والبؤس عليها في معظم الأوقات، وتعاني من تدن في احترام الذات وتقديرها.
نحن نتكلم مع ذواتنا دوماً فالكلام مع الذات هو ترجمة للتفكير والأفكار والصور الذهنية التي تطوف في وعينا فدماغنا هو غرار تأثيرات أحاديث وكلام الناس معنا، فإن أحاديثنا مع ذواتنا تؤثر فيها أيضاً وعلى حد قول العلامة دونالند ميخومبوم، الكلام مع الذات يوجه العواطف والسلوك ويحددهما من سوء الحظ هناك الكثير من الناس يكلمون ذواتهم بما لا يثيرهم ويدنى من إحترامهم لذواهم وقد يكون السبب انتقاد الوالدين والمعلمين وغيرهم من مما يجعلهم أي هؤلاء الناس يؤمنونه بوجود سلبيات كثيرة في شخصياتهم فهل أنت أحد ضحايا هذه السلبيات السلوكية ؟ إذن الأحاديث مع الذات عند شرائح كبيرة من الناس تتضمن مايدنى من ذوتهم، ويعزز مثالبهم وعيوبهم مثلا قد يقولون لذواتهم أنا بالسوء ، إلى ما هناك من أحاديث محقرة للذات تولد مشاعر النقص والدونية والصغارة والأفكار المهزمة للذات.
عرفت فتاة ذاتها مبرمجه دومً حول إدانه الذات وتحقيريها فتستجيب بسيل من تجريح الذات ولومها وتقريعها إن الكلام السلبي مع الذات يولد عاده القلق والاكتئاب وغير ذلك من النتائج المدمرة للصحة النفسية ولعل النبوءات التي يخترعها الفرد ضد ذاته تبدو شائعة بين الناس، إذ تبدا بالايمان يدعواك وبدعاياتك، وتجلب لذاتك مايخيفها، هذا ماسنتكلم عنه بالتفصيل لاحقاً.
وعلى نفيض ذالك يكون الصح فالكلام الإيجابي مع الذات يقدم نتاجات مرغوبة ويولد مشاعر جيدة عندما واجهت الفتاة التي ذكرنا قصتها موقفاً صعبا قالت لذاتها إنه أمر لا أمل منه ولا استطيع تحمله، فاجابتها والدتها قائلة لا يوجد سبب كيما تنزعجي سأبسط الامر، واتعامل معه خطوه بخطوه وقد انجز شيئاً جيداً لنلاحظ الفرق بين الحديث الأول والحديث الثاني فالام لديها حظ أكبر بالنجاح نتيجه نظرتها المتفائلة الإجيابية.
والسؤال المطروح هل إن تبديل حديثك مع ذاتك يعطيك عوناً وفائدة ؟ بالتأكيد نعم ؟ قللذاتك مراراً وتكرارا أنك ستفشل فإنك ستفشل ، قل لذاتك مراراً وتكراراً أنك ستنجح فسيحالفك النجاح، وبخاصه إذا كان هذا النجاح يصنعه جهدك ومثابرتك، لذا تكلم مع ذاتك عن ماضي نجاحاتك وعن الأوقات التي انجزت فيها أشياء وعن المرات التي تغلبت فيها على الصعوبات، وعن الأيام التي كنت تشعر بالشعور الجيد ولطالما شعرت بالمزاج الجيد، فستشعر الآن بالشعور الطيب والجيد. وبما أنك تغلبت على الصعوبات سابقاً فستتغلب أيضاً عليها الآن
ظلوا يؤمنون ويثقون في وذاتهم وفي مايرغبون في تحقيقة:
- لاتركز إهتمامك على الفشل
- انظر إلى الأخطاء كخبرات تعليمية ولنمو الذات وللمعرفة ولاتنظر إليها بما يدنى من الذات ويضعفها
- لاتنغمس في تجريم ذاتك وتخطئتها فهذا يؤدي الى فقدان اتبارك لذاتك، والتوقع والانحسار الحياتي والاكتئاب تذكر أن الفرق بين الأحمق والحكيم هو ليس في كون الحكيم لايرتكب الأخطاء، ولكن في تعلمه من الأخطاء التي ارتكبها بدلاً من أن يجزم ذاته لأنه ارتكب الخطأ ( أنا غبي ) أنا سيء أنا تافة قل لذاتك ماترغب أن يقوله الناس لك